الاثنين 14 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

تسریبات حول جدول أعمال لیفنی فی الدوحة

نقلت المعلومات والأخبار نبأ سفر وزیرة الخارجیة الإسرائیلیة تسیبی لیفنی أمس الأحد إلى العاصمة القطریة الدوحة وذلک ضمن زیارة رسمیة تستغرق یومین، لمخاطبة افتتاح منتدى الدوحة للدیمقراطیة والتنمیة والتجارة الحرة.

* التسریبات الإسرائیلیة حول جدول أعمال زیارة الوزیرة:

تقول صحیفة هاآرتس الإسرائیلیة بأن الوزیرة تسیبی لیفنی ستلقی کلمة أمام المنتدى تطالب فیها البلدان العربیة القیام بتقدیم المساعدات لعملیة السلام الفلسطینیة – الإسرائیلیة، عن طریق ترقیة وتطویر التطبیع التدریجی للروابط مع إسرائیل إضافة إلى أشیاء أخرى.

وستلتقی الوزیرة لیفنی بأمیر قطر الشیخ حمد بن خلیفة آل ثانی، إضافة إلى وزیر الخارجیة الشیخ حمد بن جاسم آل ثانی، وخلال اللقاءات مع کبار المسؤولین القطریین ستناقش لیفنی ملف عملیة السلام وملف البرنامج النووی الإیرانی والروابط الدبلوماسیة الإسرائیلیة – القطریة. کذلک ستتحدث لیفنی إلى قناة الجزیرة الفضائیة التی تتهمها إسرائیل بالتحیز ضدها فی نقل تقاریر ومشاهد الصراع العربی – الإسرائیلی داخل وخارج الأراضی المحتلة.

وتقول المعلومات بأن وزراء خارجیة الکویت والإمارات وعمان والبحرین سیکونون ضمن حضور ملتقى الدوحة الذی ستخاطبه لیفنی. وأشارت الصحیفة الإسرائیلیة إلى أن رئیس الوزراء الترکی رجب طیب أردوغان ونبیه بری رئیس مجلس النواب اللبنانی یتوقع حضورهم فی مؤتمر منتدى الدوحة.

* العرب: ثنائیة الاستهداف العسکری – الاستهداف الدبلوماسی:

الإدراک الإسرائیلی یتعامل على أساس اعتبارات التکامل والانسجام التام بین الأداء السلوکی العسکری الإسرائیلی والأداء الدبلوماسی الإسرائیلی. بکلمات أخرى، فإن البلدان العربیة تواجه حالیاً استهداف الاختراق العسکری والدبلوماسی الإسرائیلی. هدف الدبلوماسیة الإسرائیلیة التکتیکیة الحالی یتضمن ما یلی:

• کسر العزلة الإسرائیلیة فی المنطقة، عن طریق إقامة العلاقات والروابط مع الدول العربیة دون التقید بأی مفاوضات أو اتفاقیات سلام.

• الاستفادة من تداعیات السیطرة والنفوذ الأمریکی على بعض الدول العربیة وتوظیف قدرات هذه الدول بأکبر ما یمکن لمصلحة إسرائیل.

• الالتفاف على عملیة السلام مع الفلسطینیین بحیث تضغط إسرائیل على الفلسطینیین للتنازل عن حقوقهم، وبشکل متزامن تضغط الدبلوماسیة الإسرائیلیة – الأمریکیة على العرب من أجل الضغط على الفلسطینیین تحت مسمى "تقدیم المساعدات لدعم عملیة السلام".

• الترکیز على بناء الروابط الاقتصادیة والتجاریة والنفطیة والسیاسیة مع دول الخلیج الفارسی کخطوة أولى فی الوقت الراهن.

• دفع الأطراف العربیة الحلیفة لأمریکا أو المرتبطة باتفاقیات سلام وعلاقات دبلوماسیة مع إسرائیل إلى العمل من أجل عزل سوریا وإیران وحزب الله وحرکات المقاومة الفلسطینیة.

* الأبعاد غیر المعلنة فی الدبلوماسیة الإسرائیلیة: العامل السوری:

یدرک الإسرائیلیون جیداً أن ملتقى الدوحة بحضور الوزیرة تسیبی لیفنی وإلقاءها خطاباً فیه، هو تحصیل حاصل، لأن إسرائیل لیست بالبلد الذی یمثل رقماً هاماً فی التجارة العالمیة، لا فی البیع ولا فی الشراء، لأن الاقتصاد الإسرائیلی یقوم حصراً على المساعدات والإعانات الأوروبیة والأمریکیة.

تأتی تحرکات الوزیرة الإسرائیلیة على خلفیة المفهوم الذی سبق أن أسس له حوار الزعیم الإسرائیلی شیمون بیریز مع خبیر اللوبی الإسرائیلی دیفید ماکوفیسکی ونشر محتواه الموقع الإلکترونی لمعهد واشنطن لسیاسة الشرق الأدنى تحت ورقة الرصد السیاسی رقم 1231، والذی أکد فیها على الموقف الإسرائیلی الآتی:

• استحالة أن تتعایش إسرائیل مع وجود إیران النوویة.

• عدم قبول الإسرائیلیین لأی انسحاب أمریکی من العراق.

• عدم التفاوض مع سوریا.

• عدم تطبیق صیغة الأرض مقابل السلام.

• عدم تحدید حدود دولة إسرائیل.

• التفاهم مع العرب حصراً حول التطبیع الاقتصادی.

• عدم التفاهم مع العرب ککیان موحد إلا إذا صدر اعتراف عربی جماعی –بواسطة الجامعة العربیة- بوجود إسرائیل.

تمثل سوریا الطرف الذی یتزعم ویقود میدانیاً وسیاسیاً البلدان والأطراف العربیة والعمل العربی المشترک الذی یتمسک بالحقوق المشروعة والتسویة العادلة وعدم التفریط فی مبدأ الأرض مقابل السلام ورد الحقوق الفلسطینیة المشروعة.

وبرغم أن الموقف السوری هو الموقف العربی الحقیقی الذی یتبناه الرأی العام العربی، فإن بعض الأنظمة العربیة الحلیفة لأمریکا أو تلک التی تورطت فی مشروع الوجود العسکری والاستخباری الأمریکی المکثف، أو تلک التی تعتمد على المعونات الأمریکیة أصبحت أکثر لیونة فی تقدیم التنازلات الدبلوماسیة والسیاسیة لإسرائیل.

وعلى خلفیة الوضع المیدانی السائد حالیاً فی الشرق الأوسط، ظلت الدبلوماسیة الإسرائیلیة تمارس لعبة الاختراق والالتفاف على المعسکر العربی الذی تقوده سوریا.

وتقول التوقعات بأن الدبلوماسیة الإسرائیلیة برغم تحرکاتها المکثفة، وبرغم الضغوط الأمریکیة المتزایدة فإنها فی نهایة الأمر لن تحصل على أی نتیجة إیجابیة لأن معطیات الخبرة العملیة قد أکدت بأنه حتى بالنسبة للدول العربیة التی أقامت علاقات وروابط دبلوماسیة مع إسرائیل فإن إسرائیل لم تستطیع إنجاز أی فائدة، ولا الحکومات العربیة التی أقامت هذه الروابط لأن الرأی العام العربی ظل معارضاً بقوة لهذه الروابط طالما أن إسرائیل تتمسک بتوجهاتها العدوانیة والتمادی بالإصرار على عدم رد الحقوق العربیة المشروعة.

إن زیارة لیفنی إلى البحرین لم تکن الأولى فقد سبقتها زیارات لها ولغیرها من المسؤولین الإسرائیلیین بعضها کان معلناً وبعضها الآخر غیر معلن، ولم تکن هذه الزیارات للبحرین وحدها بل امتدت إلى العدید من البلدان العربیة الأخرى.

وبرغم ذلک، فإن زیارات المسؤولین الإسرائیلیین للبلدان العربیة ستتسبب فی الوقت الحالی الکثیر من المشاکل والسخط والمعارضة لحلفاء أمریکا وإسرائیل بما یغطی على المزایا التی یتوقعون أن تحصل علیها من زیارات الإسرائیلیین.

م/ن/25


| رمز الموضوع: 139486







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)