الأسیرة نورا الهشلمون فی صحة حرجة
نورا والبالغة من العمر 37 عاما من عقبة تفوح فی مدینة الخلیل کانت قد اعتقلت من بیتها منذ 15 شهرا واحتجزت فی ظروف اعتقالیة قاسیة عدة أسابیع قبل ان تحوّل إلى الاعتقال الإداری دون ان تتضح ذرائع اعتقالها ،فلم توجه لها أی تهمة حتى الآن.
تخرج نورا مرة کل أسبوع منذ اعتقالها لقاعة المحکمة العسکریة لتجد نفسها عرضة للممارسات القعمیة الحاقدة من التفتیش العاری والاهانات ثم تعود إلى سجن تلموند دون ان تعرف حقیقة تهمتها أو المعلومات السریة التی ترفض الجهات الصهیونیة اطلاعها علیها لیتواصل عذابها بتمدید اعتقالها مرات عدیدة وفی کل مرة فی اللحظة الاخیرة التی تسبق الإفراج.
جدیر بالذکر ان نورا أم لستة أطفال و زوجة الأسیر المجاهد محمد سامی الهشلمون والمعتقل فی سجن النقب الصحراوی منذ أیلول 2006 الذی یغوص أیضا فی دوامة الاعتقال الإداری. وقد مددت سلطات المحکمة العسکریة الصهیونیة اعتقاله للمرة الرابعة منذ أیام قلائل .
أولاد نورا فی حال یرثى لها فقد فرضت علیهم العنجهیة الصهیونیة الحاقدة العیش بدون أب أو أم ویقضون أیامهم فی بیت جدتهم لأبیهم محرومین من حنان الأم ورعایة الأب المغیبین خلف القضبان الصهیونیة إلى ما شاء الله دون تهمة واو محاکمة أو نهایة لنوبات التمدید المحمومة التی تصبها سلطات الاحتلال الصهیونیة دون رحمة على هذین الأبوین.
وکانت أقسى لحظات المعاناة للأسیرة المجاهدة نورا هی لحظة انتزاعها من بیتها وإقصائها عن ابنتها الرضیعة سرایا التی لم تکن قد أتمت عام ونصف العام عند اعتقال والدتها ورغم جمیع المحاولات والتوصیات من خلال المحامی والمؤسسات الإنسانیة إلا ان سرایا بقیت محرومة من والدتها .
نورا جابر الهشلمون لم تکن الوحیدة التی یتم اعتقالها من عائلة مجاهدة ضربت الأمثال فی التضحیة والفداء وکانت مشاعل منیرة لحرکة الجهاد الإسلامی فشقیقها نور یقضى حکما بالسجن لسبعة عشرة مؤبدا متراکما لضلوعه فی عملیات استشهادیة. أما إخوتها شریف واشرف وعلاء وجهاد فقد قضوا فترات متفاوتة فی سجون الاحتلال الصهیونی. وإمعانا فی سیاسة العقاب الجماعی ضد هذه الأسرة المجاهدة ترفض السلطات الصهیونیة السماح لوالد نورا أو والدتها أو أشقاءها بزیارتها منذ اعتقالها.
وأفاد موقع نداء القدس انه و فی رسالة وصلت من المجاهدة منى قعدان أفادت فیها ان نورا تعانی من وضع صحی حرج للغایة وان إدارة سجن تلموند قد نقلتها للعزل الانفرادی لإثنائها عن إضرابها ،وأکدت قعدان ان نورا مصرة على مواصلة إضرابها حتى الإفراج عنها وعودتها إلى أبنائها .
وأفادت منى قعدان أن تردی الوضع الصحی لنورا مرده معاناتها السابقة من مرض فی الکلى وبفعل الإهمال الطبی المتعمد الذی تنتهجه إدارات السجون الصهیونیة فقد تفاقم وضعها ولکنها ورغم صعوبة حالتها أصرت على خوض معرکة الأمعاء الخاویة وبأی ثمن.
والاعتقال الإداری لمن لا یعرف هو اعتقال بدون تهمة أو محاکمة، یعتمد على ملف سری، وأدلة سریة لا یمکن للمعتقل أو محامیه الإطلاع علیها، ویمکن حسب الأوامر العسکریة الصهیونیة تجدید أمر الاعتقال الإداری مرات غیر محدودة حیث یتم استصدار أمر إداری لفترة أقصاها ستة شهور فی کل أمر اعتقال قابلة للتجدید بالاستئناف.
والأدهى والأمر انه قد أعطیت صلاحیة إصدار قرار التحویل للاعتقال الإداری لضباط وجنود أقل رتبة من قائد المنطقة ،کما ان معظم المعتقلین الإداریین هم معتقلو رأی وضمیر تم اعتقالهم نظرا لاعتناقهم أفکار وأراء سیاسیة بحتة ، عدا عن ان عدداً کبیراً من المعتقلین الإداریین تعرضوا لفترات طویلة من التحقیق ولم تثبت ضدهم أی تهم أمنیة أو مخالفات یعاقب علیها القانون. وقد بلغ عدد الأسرى الإداریین 830 أسیرا.
یجدر بالذکر ان الأسیرتین منى حسین قعدان من عرابة قضاء جنین والأسیرة المجاهدة نورا الهشلمون من عقبة تفوح فی الخلیل هما الأسیرتان الوحیدتان المغیبتان إداریا خلف القضبان الصهیونیة.
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS