الاثنين 14 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

شاهد عیان یروی عملیة أسر "جلعاد شالیط"

کانت لیلة هادئة تمضی کمثیلاتها فی المناطق الحدودیة على تخوم القطاع , لکن وعلى ما یبدو أن ساعات اللیل لن تدوم هادئة فطلقات ناریة مع ساعات الفجر الأولى بدأت تسمع بالإضافة إلى أصوات انفجارت قویة هزت موقع عسکری إسرائیلی یقع بالقرب من معبر کرم أبو سالم شرق رفح.

وما إن هدأت أصوات النار وأخذت تخفت خرجت إلى حدیقة منزلی أنظر ما الخبر وکل ظنی أنها المقاومة الفلسطینیة تطلق قذائف باتجاه المستوطنات الإسرائیلیة کعادتها ..لکن شیء من التوتر والقلق انتابنی وأنا أعیش وحدی فی منزل کبیر خشیةً من أن یتطور الأمر ویصبح توغل إسرائیلی جدید للمنطقة.

وبینما کنت أتخطف النظرات من نافذة المنزل وإذا بی أسمع تکبیرات وتهلیل یهز أرجاء المکان المحیط بمنزلی.. لکن قبل ذلک بلحظات کنت أشعر بأن هناک اشتباکات بین الجنود الإسرائیلیین المتمرکزین على برج المراقبة وبین رجال المقاومة والذین اعتادوا على قصف هذا الموقع بالقذائف والصواریخ لکن سرعان ما شعرت بأن هناک أمراً غریباً وأن هناک مهمة أو عملیة تدور فی المنطقة.

بعد خروجی إلى حدیقة المنزل تأکدت أن تحرکات غریبة للمسلحین ومطلقین قذائف الهاون وهی تحاول أن تتقدم وتتراجع تارة أخرى, وما هی إلا دقائق محدودة حتى هدأت جبهة الموقع الإسرائیلی المتاخم وبقیت أصوات الانفجارات الضخمة الناتجة على ما یبدو من أصوات قذائف الهاون والصواریخ ثم شعرت بأن هناک أشخاصاً یتحرکون من أمام حدیقة المنزل .. شعرت فی البدایة أنها صرخات استغاثة من رجال المقاومة فتوجهت مباشرةً لهم فوجدت ثلاثةً من المسلحین یرتادون الملابس شبه العسکریة ( الجعبة العسکریة ) ومعهم جریح .

هرعت إلیهم مسرعاً لأقدم إلیهم النجدة ... الجریح کان شبه مغمى علیه وأثار الحروق الدماء من یدیه ومن وجهه ظاهرة.. فى بدایة الأمر غالبنی التفکیر بأنه أحد المقاومین المشارکین فی العملیة ضد الموقع المذکور .. أصیب خلال المواجهات لکن المسلحین الذین کانوا یحملونه منعونی من تقدیم الماء له أو بالأحرى من التقدم إلیه نظراً لخطورة الأمر وضیق الوقت لکن أصررت على التقدم عندهم فوجدت أن هذا الشاب یمتاز بالبشرة البیضاء وأن مظاهر التعب والإرهاق ظاهرة علیه فأخدتنی العاطفة وبدأت بصیحات وصراخ فأمرنی أحد المسلحین بالصمت وأخبرنی بأن هذا الجریح لیس بمقاوم فلسطینی بل أنه جندی إسرائیلی فشعرت بالخوف وابتعدت من المکان حتى جاءت سیارة مسرعة ونقلت المسلحین والجریح الإسرائیلی.

سکت ملیاً وواصل شاهد العیان حدیثه قائلاً :"اعتقد أن الإصابات کانت حروق ورضوض فی الجزء العلوی من جسم ذاک الشاب لکن لم أرى آثار دماء کثیرة" .

المقاتلین الثلاثة الذین شارکوا فی العملیة لم یکن علیهم أی إشارات تشیر بأنهم من تنظیم بعینه کانوا ینتظرون سیارة تقلهم وتخلیهم من المکان  " هذا ما رآه شاهد عیان لیلة خطف جلعاد شالیط".

وأضاف موقع فلسطین الیوم فی تقریره حول الموضوع : ذلک تظهر أول روایة لعملیة خطف الجندی الإسرائیلی جلعاد شالیط .. شالیط الذی خطف قبل عام وبضعة أشهر حینما کان عمره (18) عام احتفل فی غزة بعید مولده التاسع عشر ..

ن/25


| رمز الموضوع: 131830







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)