إسرائیل تواصل انتهاک الحقوق الإنسانیة
مرکز حقوقی : فی الذکرى التاسعة والخمسین للإعلان العالمی لحقوق الإنسان إسرائیل تواصل انتهاک الحقوق الإنسانیة للفلسطینیین
وعلى الرغم من کون الإعلان لا یشکل اتفاقیة ملزمة للدول بذاته، إلا أن قیمته الأخلاقیة والقانونیة ترفعه الى منزلة سامیة وفریدة، حیث أنه الإعلان الأول الذی صدر عن الجمعیة العامة للأمم المتحدة بشأن حقوق الانسان. کما أنه یشتمل على مجموعة من المبادئ العامة المتعلقة بواجب الدول تجاه احترام وصون حقوق الإنسان، وکونه الوثیقة الأکثر قبولآً واحتراماً فی العالم، الأمر الذی جعل له قیمة قانونیة هامة حیث یعتبر جزءاً من القانون العرفی الدولی، کما أشارت له محکمة العدل الدولیة فی الکثیر من قراراتها.
وأوضح مراسل وکالة قدسنا للأنباء، أن الإعلان یؤکد فی مادته الثانیة على أن "لکل إنسان حق التمتع بکافة الحقوق والحریات الواردة فی هذا الإعلان، دون أی تمییز،" وأن الإدراک العام والاعتراف بهذا الحق ینبغی ألا یتأثر "بأی تمییز أساسه الوضع السیاسی أو القانونی أو الدولی لبلد أو البقعة التی ینتمی إلیها الفرد سواء کان هذا البلد أو تلک البقعة مستقلاً أو تحت الوصایة أو غیر متمتع بالحکم الذاتی أو کانت سیادته خاضعة لأی قید من القیود"، لذلک یرى مرکز المیزان لحقوق الإنسان أنه من الأهمیة بمکان استغلال هذه المناسبة للدعوة إلى التصدی للانتهاکات المتصاعدة لحقوق الإنسان فی الأراضی الفلسطینیة المحتلة، والتأکید على أن حالة الاحتلال ووجود أو غیاب عملیة سیاسیة هی أمور لا یمکن لها أن تساق لتبریر انتهاک الحقوق الجماعیة والفردیة للشعب الفلسطینی، بما فیها الحق الأساسی فی تقریر المصیر.
فقد أظهرت الحقائق المعاشة فی الأراضی الفسطینیة المحتلة استمرار وتصاعد انتهاک جوهر حقوق الإنسان التی جاء بها الإعلان، حیث تستمر حالة الاحتلال غیر القانونی لأکثر من أربعة عقود، فی ظل تواصل أعمال القتل وإلحاق الأذى بالمدنیین وممتلکاتهم، وفرض قیود غیر إنسانیة على حریاتهم الأساسیة فی الحرکة، والتی طالت حقهم فی الحیاة سیما المرضى نتیجةً لعدم قدرتهم على الوصول إلى المستشفیات أو عدم توفر الدواء اللازم بسبب الحصار الذی تفرضه قوات الاحتلال، ویشکل أسوأ أشکال العقاب الجماعی، التی تنهک جوهر الإعلان العالمی لحقوق الإنسان.
واکد مرکز المیزان حسب تقریره " على الأهمیة الفائقة لکافة المواد الواردة فی الاعلان العالمی لحقوق الإنسان وغیره من الاتفاقیات والمعاییر الدولیة لحقوق الإنسان خاصةً المتعلقة باحترام الحق فی الحیاة والحریة، والتعبیر عن الرأی، والمحاکمة العادلة، والتحرر من العبودیة والتعذیب وغیرها، فإنه یؤکد على أن الغرض من منظومة حقوق الإنسان هو ضمان تمتع جمیع بنی البشر بحقوقهم وحمایتها، وذلک یشمل تمتعهم بالحقوق الاقتصادیة والاجتماعیة والثقافیة، وعلى رأسها الحق فی مستوى معیشة یکفى لضمان الصحة والرفاه للفرد ولأسرته، وخاصة على صعید المأکل والملبس والمسکن والعنایة الصحیة ویشمل الخدمات الاجتماعیة الضروریة، والحق فی الحمایة الکافیة فی حالات البطالة أو المرض أو العجز أو الترمل أو الشیخوخة أو غیر ذلک من الظروف الخارجة عن إرادته والتی تفقده أسباب عیشه، وهی حقوق یجری انتهاکها یومیاً بسبب حالة الاحتلال والحصار.
قائلا " بالرغم من الانتهاکات الجسیمة التی ترتکبها قوات الاحتلال بحق السکان المدنیین وممتلکاتهم فی الأراضی الفلسطینیة المحتلة والتی تشکل انتهاکاً صارخاً للحد الأدنى المقبول دولیاً من الحقوق التی نص علیها الإعلان العالمی لحقوق الإنسان، فإن المجتمع الدولی یواصل صمته وتخلیه عن واجباته تجاه ما یجری فی الأراضی الفلسطینیة المحتلة الأمر الذی یشکل مخالفةً واضحةً للمبادئ التی أقرها الاعلان فیما یختص بالمسؤلیة الدولیة بفرض احترام حقوق الانسان عالمیاً. یرى مرکز المیزان لحقوق الإنسان أن الیوم العالمی لحقوق الإنسان هو مناسبة یجب أن تستغل لتذکیر المجتمع الدولی والأمم المتحدة بالواجبات القانونیة والأخلاقیة، التی یفرضها الإعلان العالمی لحقوق الإنسان، وبضرورة العمل على وضع حد لانتهاک حقوق الإنسان فی الأراضی الفلسطینیة المحتلة، وتحیید الاعتبارات السیاسیة عند التعامل معها.
وأدان مرکز المیزان لحقوق الإنسان وهو یشارک الأسرة الدولیة احتفالها بالذکرى السنویة للإعلان العالمی لحقوق الإنسان، استمرار انتهاکات الاحتلال الإسرائیلی لروح ونص الإعلان العالمی لحقوق الإنسان؛ ویدعو المجتمع الدولی لأن یقف أمام هذه المناسبة الکبیرة، وقفة تقییمیة لدوره فی ضمان اعمال حقوق الإنسان واحترامها عالمیاً؛ وأن تتحول هذه المناسبة إلى مناسبة للعمل الفعلی لضمان احترام حقوق الإنسان ومساعدة ضحایا انتهاکاتها فی العالم، خاصة فی الأراضی الفلسطینیة المحتلة.
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS