الاثنين 14 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

مرضى غزة یصارعون الموت

 فی الیوم العالمی لحقوق الإنسان  700 حالة مرضیة تصارع الموت وبحاجة ماسة للعلاج بالخارج نتیجة صعوبة الحالات وعدم توفر الخدمات الطبیة اللازمة فی القطاع أستشهد منهم 32 مریضاً.

غزة.  وکالة قدسنا للأنباء.

صادف أمس العاشر من دیسمبر ذکرى مرور59 عاماً على صدور الإعلان العالمی لحقوق الإنسان والذی جاء کوسیلة لتذکیر الرأی العام الدولی حول أهمیة حقوق الإنسان والذی یعتبر حصیلة إنسانیة ونتاج إنسانی قیم یساهم فی وضع معاییر للحکم علیها فی العلاقات بین الإنسان والآخر والمجتمعات فیما بینها. وربما کان من المصادفة أن ولادة هذا الإعلان یترافق مع ذکرى نکبة فلسطین التی ما زالت تداعیاتها تتفاعل حتى یومنا هذا.

وأفاد مراسل وکالة قدسنا للانباء ، أن هذه المناسبة تأتى بینما لا تزال فلسطین والمنطقة برمتها تعیش أحداث العنف والاضطرابات السیاسیة وتشهد خروقات واسعة لحقوق الإنسان ولا یزال  الشعب الفلسطینی یتعرض للعدوان الاسرائیلی وتخترق حقوقه الانسانیة بشکل کبیر. کذلک تطبق إسرائیل حصارها السیاسی والاقتصادی الخانق على الشعب الفلسطینی عبر سیاسة الاغلاق والحصار والحواجز، وتتحکم بشکل فاعل فی الحیاة المدنیة الفلسطینیة محولة قطاع غزة إلى ما یشبه السجن الکبیر. هذا وتستمر إسرائیل أیضاً فی إتباع سیاسة الاغتیال وقصف المدنیین  وسرقة الأرض وبناء جدار الفصل العنصری وإقتلاع الاشجار وهدم المنازل والمنشئات ومنع السکان من إستغلال مصادرهم الطبیعیة کالاراضی والمیاه والثروة السمکیة.

وعلى إثر ذلک قابل برنامج غزة لصحة النفسیة ، انه وفی خطوة جدیدة منعت إسرائیل کل أبناء الشعب الفلسطینی فی قطاع غزة من الحرکة بشکل کامل بمن فیهم المرضى (باستثناء عدد قلیل جداً من الحالات الحرجة جدا) والطلاب ورجال الأعمال والعائلات محولة 1.5 ملیون نسمة إلى معتقلین إلى أجل غیر مسمى، وقد أدى منع دخول البضائع والمواد الخام الأساسیة إلى شلل فی کافة مناحی الحیاة وانهیار شبه کامل للاقتصاد الفلسطینی.  ولقد ساهم الحصار الظالم الذی فرضته إسرائیل إلى ازدیاد هائل فی معدلات الفقر والبطالة بین الفلسطینیین الأمر الذی أدى الى تداعیات إنسانیة ونفسیة خطیرة على المواطنین الفلسطینیین.

وأضاف برنامج غزة لصحة النفسیة "انه فی خطوة تصعیدیه أخرى واستمرار لمسلسل الاعتداءات والمضایقات الإسرائیلیة أعلنت إسرائیل فی سبتمبر الماضی عن غزة کیاناً معادیاً مهددة بقطع إمدادات المیاه والکهرباء والوقود عن قطاع غزة، وقد بدا بتنفیذ هذه الخطة بتقلیص تزوید الوقود. وتهدف الخطة الإسرائیلیة إلى التقلیل وبشکل کبیر من تزوید قطاع غزة بالکهرباء والوقود للحد الأدنى بشکل لا یکاد یکفی احتیاجات مؤسسات الخدمة العامة، وکذلک وضع قیود أکبر على حرکة البضائع والأفراد عبر المعابر التی تسیطر علیها إسرائیل وکذلک فرض قیود على حرکة الأموال التی تدخل إلى قطاع غزة. إن هذه الخطوة تؤدی إلى انخفاض فی قدرة عمل المنشآت الصحیة والمستشفیات والبلدیات التی تقدم الخدمات الطبیة والصحیة والبیئیة الأساسیة الأخرى للمواطنین مما یهدد صحتهم وسلامتهم النفسیة والجسدیة. ویؤثر الحصار الخانق على القطاع الصحی بشکل مباشر حیث أن هناک نقص فی بعض الأدویة والعلاج وکذلک هناک أکثر من 700 حالة مرضیة یصارعون الموت وهم بحاجة ماسة للعلاج بالخارج نتیجة صعوبة الحالات وعدم توفر الخدمات الطبیة اللازمة فی القطاع منهم 32 حالة توفت حتى الآن.

وأضاف :" علاوة على ذلک، فإن واقع التعلیم فی الأراضی الفلسطینیة لم یسلم من العقوبات الجماعیة والحصار الأمر الذی أدى إلى تأثر العملیة التعلیمیة نتیجة نقص فی الکتب ونقص المواد الخام اللازمة للطباعة کذلک حرمان آلاف الطلاب من الوصول إلى جامعاتهم خارج قطاع غزة، والذی یمثل تهدیداً خطیراً لمستقبل الأجیال الفلسطینیة بل وینذر بکارثة اجتماعیة وتعلیمیة.

أما على المستوى الصناعی والزراعی فان إسرائیل منعت استیراد المواد الخام الأساسیة لأعمال الصناعة، فقال برنامج غزة لصحة النفسیة " ان إسرائیل منعت تصدیر السلع والمنتجات الزراعیة مما تسبب فی إغلاق حوالی 90% من المصانع المحلیة وخسائر فادحة فی المنتجات الزراعیة والصناعیة. إن کل هذه الممارسات تؤدی بالضرورة إلى إذلال الشعب الفلسطینی عبر سیاسة ممنهجة لحرمانه من مقدراته بما فیها مصادره الطبیعیة والمساعدات التنمویة والإنسانیة التی یتلقاها، وهو الأمر الذی أدى إلى أن یعیش ما یزید على 90% من أبناء الشعب الفلسطینی تحت خط الفقر حسب ما ورد فی تقاریر المنظمات الدولیة العاملة فی الأراضی المحتلة.

وأوضح : " إن لهذا القرار تداعیات نفسیة خطیرة على أبناء الشعب الفلسطینی الذی یعانی معظم أبناءه من مشاعر القلق والاکتئاب والإحباط وفقدان الأمل جراء ظروف الاحتلال والحصار والفقر.

وتابع  :" ان للحصار والإغلاق نتائج خطیرة على الحالة النفسیة والاجتماعیة للإنسان، حیث یؤدی إلى ازدیاد معدلات الاضطرابات النفسیة بصورة عامة حیث یشیع الاکتئاب النفسی والقلق والاضطرابات الجسدیة الناجمة عن أسباب نفسیة، کذلک یساهم بحدوث انتکاسات مرضیة على نطاق واسع لدى المرضى النفسیین. إن هذه المعاناة النفسیة تعکس نفسها فی مستوى عالٍ من العنف الأسری والعشائری والمجتمعی بشکل عام. وکذلک یعزز الشعور بالغضب والنقمة على المجتمع الدولی من عدم تمکنه من التدخل العادل من أجل إحقاق حقوقه المشروعة کشعب وبضمنها حقه فی تقریر المصیر وإقامة الدولة الفلسطینیة والسیادة على أرضه ومصادره الطبیعیة.

وتشیر نتائج الدراسات البحثیة حول العلاقة بین العنف والحصار وتأثیراته الصادمة من جهة وسلوک الأطفال السلبی وعلى طریقة تفکیرهم فیما یتعلق بالسلم السیاسی والاجتماعی من جهة أخرى. کذلک فان مشاعر الاستیاء والظلم التی یمرون بها تؤدی إلى مزید من العنف والتحدی والتطرف الأمر الذی یؤدی بدوره إلى نتائج کارثیة فی البناء النفسی للأجیال الفلسطینیة القادمة مما یؤثر سلباً على استجابة الطفل لأفکار السلام وتهدد مستقبل السلام والأمن والاستقرار فی المنطقة بشکل عام.

وحذر برنامج غزة لصحة النفسیة من النتائج الخطیرة المترتبة على استمرار هذه الأوضاع الأمر الذی سیؤدی إلى تدهور کبیر وخطیر وحاد فی مستوى الصحة النفسیة للسکان فی قطاع غزة بشکل خاص وفی فلسطین بشکل عام. إننا ندعو المجتمع الدولی ومؤسسات حقوق الإنسان إلى التدخل العاجل للضغط على الحکومة الإسرائیلیة لوقف تنفیذ خطتها بخنق قطاع غزة، لأن ذلک سیفاقم من المعاناة الإنسانیة وسیؤدی إلى المزید من التدهور الأمنی والسیاسی فی المنطقة والعالم.

قائلا أنه یری غیاب إحقاق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطینی تسبب فی معظم المعاناة وأحداث العنف فی المنطقة الأمر الذی یهدد الأمن الإقلیمی والسلم الدولی.

کما وجه برنامج غزة لصحة النفسیة فی الیوم العالمی لحقوق الإنسان نوجه نداءاً عاجلاً إلى المجتمع الدولی لإنقاذ المواطنین الفلسطینیین وحمایتهم والعمل على رفع الحصار عن قطاع غزة، وإرغام دولة الاحتلال على الالتزام بالاتفاقیات الدولیة المتعلقة بحقوق الإنسان ووقف کافة أشکال الانتهاکات التی ترتکبها قوات الاحتلال الإسرائیلی بحق المدنیین الفلسطینیین.

وطالب البرنامج " بهذه المناسبة کل المؤمنین بحقوق الإنسان والمدافعین عن حق الإنسان فی الحیاة والحریة للوقوف إلى جانب الحق الفلسطینی المشروع من أجل مستقبل أفضل للشعوب وللأجیال القادمة ومن أجل تعزیز السلم والتعاون الدولی. إن على المجتمع الدولی مسئولیة کبرى لإیجاد آلیات فعالة لتطبیق القانون الدولی وضمان التزام کافة دول العالم به.

وأوضح برنامج غزة لصحة النفسیة ، أن الشعب الفلسطینی  یتطلع إلى تحقیق المزید من السلام والعیش الکریم للإنسان فی کل مکان عبر تطبیق روح ونصوص الاعلان العالمی لحقوق الانسان وکافة الاتفاقات الدولیة التی تلته لیتحول مفهوم حقوق الإنسان إلى حقیقة واقعة تخدم الانسانیة والعدالة والسلام.

ن/25

 

 

 

 


| رمز الموضوع: 131753







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)